الجمعة، 30 نوفمبر 2012

فاتحة:

باسم الله الرحمان الرحيم النور 
والصلاة على النور محمد 
وآله وصحبه أنوار الهدى والرشاد:

1
إن أمة في حجم أمتنا الإسلامية ـ التي تملك كل مقومات العالمية والإنسانية ـ لا يحق لحضارتها المتميزة، والشاملة لكل حسنات الحضارات البشرية ، إلا أن تقود العالم كله نحو خير الإنسانية جمعاء ..
لكن أمام هاته الغاية الفاضلة عـقبات كثيرة توجب التصادم مرة، والتعايش أخرى: في الإطار الأكبر لسنة التدافع الطـبيعية، والثابتة أيضا علميا في كل عوالم الحيوانات ، وفي قرآنيا  المشير لتدافع الحق وكل الخيرمن جهة.. 
والباطل وكل أنواع الشرور ، والمجملة في قوله تعالى : { ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}.. البقرة 251
فالتدافع إذن سنة طبيعية، وقاعدة علمية، وعقيدة قرآنية لا يمكن تماما نفيها لأهل الحق والخير مادامت هناك بواطل وشرور وأعداء يتربصون بالحق وأهله كل الدوائر ...
ولولا المناعة الحضارية الإسلامية التي ورثتها أمتنا عن السلف الصالح لأملى علينا الواقع إنهزامات أكبر..

وفي كل المجالات أمام خصومنا وأعدائنا معا، والذين وراءهم جميعا الصهاينة الماسونيين البوهيميين ، وكل عبدة الشيطان :
 أبالسة كل مآسينا، إلى جانب كل متربص بالإسلام وشعوبه كل الدوائر ..
2

فالسنة إذن تدافع يتقوى لحد التعايش باسم المصلحة حينا ..
ثم عزيمة تعلو حتى الجهاد باسم الدين ومبادئه وعقيدته وأمته حينا آخر.. 
وبكل قوة.. 
لكن وبكل حكمة وبكل رحمة وقدسية. ودون أي تهور .. كما هو الإصلاح الإسلامي الفقهي الحكيم ..
لكن تبقى الحافة المرسومة اليوم  بين المسلمين والإسلام أولا، وبين القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية ثانيا ، ثم بين المسلمين والإسلاميين ثالتا :

 حافة يزداد عرضها وينقص حسب وعينا كمسلمين بثراء بديلنا، وحسب قدرات المذهبية الإسلامية على هذا التدافع :
لعلنا نتجاوز كل أمراضنا قبل عورات المذهبيات المسيطرة ، وعلى عرشها كل تيارات الليبرالية وما انبثق عنها من إيديولوجيات متوحشة ، وعلوم إنسانية حاولت ولا زالت تسعى لتقديم نمودجها كأسلوب كامل وشامل لكل مناحي الحياة الإنسانية ..:
مهمشة لكل القيم الفاضلة لنا كمسلمين وكأمة رسالة. 
3
ولقد نجحت في فرض سيطرتها على معظم السياسات الرسمية والشعبية داخل مجتمعاتنا « الإسلامية »، وكذا هيمنتها على كل المنظمات الدولية.. بل وكل السياسات العالمية، عبر حكومتها البوهيمية الخفية.
والتي أصبحت تنفي كل منطـق إسلامي مهما كان رزينا ، ليزيد شتاتنا خلافا وانهزاما أمام كل ديبلوماسيات العدو الصهيوني  ..
والذي لايرضى لنا إلا التبعية له بكل هامشية.. 
بل  ويسعى جاهدا لوءد كل جواهر إسلامنا على الأقل ، لعجزه على إفنائه بالكلية رغم حلمه المتوحش بهذا ..
والهدف هو صهينة العالم باسم تغريبه كماتخطط إسرائيل..وتغريبه باسم شيطنته كماتفرض أمريكا وكل الغرب.
4

لكن و بحمد الله:
 ليس الداء سرطانيا ،وبالإمكان استئصاله..
وليس المصاب في الحدة التي تقنعنا بأن الأمة انهارت بكل مقوماتها وقيمها :
فتلك نظرة تشاؤم تناقض حتى البسملة كشعار لتفاؤل المسلم بكل رحمات الله مهما ضاق الخناق ومهما تعسرت الخطوب .: ف: لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ...الطلاق 1
فشعوبنا لازالت تملك كل مناعاتها وقدراتها على أي تدافع مهما كانت سطوته وقوته ، ومهما مزقنا شر ممزق، شرط الإيمان الكامل بأن البديل الإسلامي وحده المجدد والمؤطر لقيادة الإنسانية نحو خيرات الله سبحانه وتعالى..

وبكل تفتح على ما حق في كل المذاهب كما هو الإسلام الذي ينادي بكل خير وبكل حق وبكل عدل.. وبكل حكمة، وأنى يكن مشربها ..
وهذا يستعصي على المذاهب المسيطرة ،والتي لاتسعى إلا لأطماعها وهيمنتها ، بما في ذلك قوميتنا العربية بكل تشريعاتها وكل مرامي فلسفاتها إذا ما ظلت بعيدة عن المنطق الإسلامي ...
5
القومية التي وإن كانت أساسا متينا للأمة المسلمة ، فليست بممثلة لكل المسلمين..
فنحن كعرب لا يفوق عددنا أربعة مائة مليون نسمة ، بينما عددنا كمسلمين ملياري مسلم تقريبا ..
 لكننا وللأسف غثاء كغثاء السيل كما عبر عن هذا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. وذلك لإبتعادنا عن جواهر الإسلام مهما تباهينا بشكلياته.
فبالإسلام وحده.. وليس بالمسلمين وحدهم : 

ستحدد معالم نهضتنا الحضارية البديلة.. 
والمذهبية الإسلامية بدأت ورغم جنينيتها وأمراض حركاتها في تحقيق المكاسب الأولى نحو هذا البديل الأرشد، والذي يملي علينا التبصر برشد لتحقيق رشادنا أولا بعلم وفقه متينين ،وبتربية حقا حضارية .. قبل إصلاحنا للآخرين..
وليس بشعارات فضفاضة ولا تموقفات عمياء ، كما حال بعض جماعاتنا الغارقة في مستنقعات التنطع والرجعية وكل مظاهر التخلف ..
والتي تزرع الحماس الزائد ، والإندفاع الفاتن ، والتهورات اللامسؤولة التي أودت بهزائم نكراء لنا أمام العدو وكل الخصوم .. رغم مصداقية كل قضايانا..
وذلك للإعتماد فقط على الموقف والشعار ، وعلى الإنفعال ، ورد الفعل المتهور، دون أي إلتزام بشروط الجهاد الشامل ، وبكل مفهومه الإسلامي..
وبالتالي دون أخذ  بأسباب النصر المسنونة دينيا وعلميا وميدانيا..

ولهذا فلا نصر إلا بإمتثال قوله تعالى : إن تنصروا الله ينصركم محمد 7
صدق الله العظيم

أولا: إشكاليتنا العلمية:

1
إن لغة العقل والحق والإنصاف وكل العلوم العملية الحقة وحدها المقوي الفعال لكل مذهبية ولو كانت قاصرة ...
فنحن كإسلاميين قلنا :  نحن هاهنا : بنجاح.. 
لكن لم نفلح لحد الآن في قول : هذا بديلنا ، لا وطنيا ولا عالميا ..
بل ولا زلنا فاشلين على أن نقدم ولو مسودة مشروع حضاري كامل ، في الوقت الذي يتفنن الأعداء في توجيه  عالمنا  أنى شاؤوا.. وكيفما شاؤوا ..وإلى حيثما شاؤوا..
وذلك لأنه ورغم إمتلاكهم للطاقات العسكرية والإقتصادية والسياسية فإن قوتهم الكبرى في قراءاتهم العلمية الميدانية ، ولكل الحقائق ،  وبكل واقعية ، بل وبتخطيط محكم ووعي كبير بكل الهوامش.
2

فلغة الحقائق هي لغة المستقبل ، ودون علوم واجتهادات عميقة سيظـل الأعداء دوما يكيلون لنا ما يشاؤون ، وكما تملي مصالحهم الراكعة أمام حاخامات بني صهيون..
ولاإشعاع لنا أمامهم دون لغة الفهم العميق لإشكاليتنا الحضارية بكل تدافع ..
بل ولا مكان لحضارتنا البديلة إلا بلسان العلوم الحقة كلها ، كما يملي فعل : إقرأ : 
كأول كلمة نزلت إمامة لكل آيات القرآن الحكيم ...
فالقراءة بإخلاص هي إمامة كل علوم الإسلام ..
ولغة العلوم العملية هي ميداننا الفسيح على المدى الأبعد ، إن هدانا الله تعالى لرشاده سبحانه .. 
3
فعلومنا الإسلامية وبشتى أنواعها هي الأساس والمفتاح ، وإلا فلابديل :
 فالإسلام دين الفكر والتفكر.. والفقه والتفقه ..والعلم والتعلم ، والحكمة الربانية لا الخرافات والكهانات والتعاويذ والطلاسم ، والإندفاعات المتهورة ..والتنطع والرجعية الناسفان  لكل حضارتنا اليوم بتموقفاتها الشعاراتية وإرتجلاتها ، دون برامج تعليمية في مستوى علوم الإسلام التجديدية وكل العلوم الحقة ..
فلقد قامت بحوث جادة تقارن  بين العديد من آيات القرآن الكريم ومجال علومها، فكانت النتيجة إعتراف العديد من كبار العلماء والباحثين بالإسلام كدين حق لايمكن أن يفوه بقرآنه مخلوق، بل ولا يمكن أن يوحى به إلا لرسول حق  وصادق وأمين صلى الله عليه وسلم ...
وذلك لتناسق كل إسلامنا مع كل العلوم الحقة.. 
وفي كل كلياتها وشتى فروعنا وجزئياتها.
4

فالإسلام دين المنطق السليم والعلوم الحقة والفطرة السليمة التي لامكان للخرافات ولا للأساطير ولا لللامعقول موضع بين علومها .. 
عكس كل الديانات الأخرى التي أدت دراستها للامعقولية ودجل كتبها، بل وإنحراف معتنقيها على المنطـق العادي والفكر السليم ...
مما يزيد للقرآن الكريم البرهان العلمي لنقد كل الضلالات .. 
ولتبقى كل آياته الكريمة يقينيات بل وعلوم حقة إن أردنا تنزيلها مستقبلا..
 فلقد كانت نتيجة هاته المقارنات الكبرى دجل كل الكتب المحرفة .. 
 ولهذا فإن كنا نومن اليوم بالحوار بين الأديان ، فمن أجل الدعوة للحق لا من أجل إقرار بواطل الديانات الضالة والمغلوطة والمحرفة.. وكل فلسفاتها ..
فقد تأكدت لاعلمية التوراة والإنجيل المحرفان : بالتلمود والأناجيل الموضوعة وكذا كل كتب الديانات الوضعية : 

ومن الصابئة حتى البودية وكل الفكر الكهنوتي . 
بل وتأكد علميا بأن الإسلام وحده الحق .. 
وما بعد الحق الإسلامي دينيا إلا الضلال المبين..
5

فعلمية الإسلام إذن هي الأداة المثلى لبناء المذهبية الإسلامية بكل ترزن وبكل عقلنة وبكل حكمة ..
ولكن وبكل تدرج ..
وبكل بيان وبرهان وعرفان..
 مما يفسح أبواب كل الثقافات الإنسانية أمام الإسلام الذي يدعو قرآنه الكريم لهذا الحوار المعرفي بكل أدب وبكل حكمة :  
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن العنكبوت 46
أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن :النحل 152 
مما يعني التفتح على كل العلوم العملية في تدافعنا الإسلامي هذا.
التفتح الذي لن يكون حقا إسلاميا وحقا حضاريا إذا لم يكن علميا وعمليا... 
بل ومنسقا بين كل المعارف والعلوم الرشيدة .
6

وليبقى أمام علماء المسلمين التبحر في كل علوم العصر لتوظيفها في نهضة شاملة بعد القبول ببرهان أو التفنيد بحجة أو الرفض بدليل ..
وهذا باب من أبواب الجهاد الحضاري الذي يدعو له تيار : أسلمة العلوم ، أو إسلامية المعرفة : 
وهو باب كبير للجهاد العلمي ، حيث نربط القرآن الكريم بكل الحقائق العلمية العملية  لا النظريات التي لم تكتمل بعد علميتها ..
فالعلمية العملية الحقة هي البلسم الشافي لكل الأديان إن قبلت الحوار علميا لا سياسيا..
7

فالإسلام لن يسكن الهياكل والطقوس الجافة ، ولا التقاليد والمواقف الجامدة كما يدعو لذلك العديد منا عن سوء أو حسن نية ، والذين يأبون القبول بأن لمستويات الفهم تعدد وتنوع ودرجات ، ولا يقبلون إلا فهمهم مهما كان وضيعا ..
وعادة لايقبل هاته الآفاق إلا من كان له مستوى لابأس به لغة وعلما وفقها ..
والراسخون في العلم وحدهم القادرون على لم « شتات » الفهومات التي يأبى المتصلبون على رأيهم إلا تكريسه بكل فرقة .. ودون أي فرقان ..
 بل والغريب أن الفهم كلما غبن كلما أقصى الآخرين ..
 8
في حين أن المستوى الأعلى هو إسقاط الوحي كتابا وسنة على كل المعارف في نسقية علمية قرآنية سنية وسننية كما كل الكون ..
وليس هذا بطوباوية بل هي الحقيقة العليا التي فصلها العديد من أهل الفقه والفكر والعرفان في الإسلام . ...

وهي ميزة من ميزات الإسلام وحده.
فهزيمتنا الكبرى إذن علمية وعملية.. 

والنهضة العلمية العملية وحدها صارت مركز قومتنا ، وإلا فلا مستقبل يرجى منا  كمسلمين ..
و خصوصا ونحن نعيش فترة حكم الإسلاميين دون إسلام سياسي حق ولا شريعة حقا شرعية...

ثانيا: إشكاليتنا العملية:

1
هناك توازنات عديدة يجب أن نسعى لتحقيقها إسلاميا ، وأقلها إيجاد الإطار الأكبر لإحتواء كل العاملين في الحقل الإسلامي مهما كان مستوى فهوماتهم ..
والذي لن ينجح دون التوحد على العمل ، لا توحيد الكتب أو الإيديولوجيات. ..
وهذا مفتاحنا المبين، لكننا لم نحقق بعد هذا التوازن الأدنى نتيجة شرودنا عن جواهر ديننا معاملة وفهما وشريعة..
وبسبب إنشطارنا لأحزاب متصلبة على اجتهاداتها .. 
زيادة على مآسي العلمانية التي كرست كل هذا اللاتوازن بفرض الثقافات الدخيلة مهما تنافت مع مبادئنا وقيمنا وعقيدتنا بل وشرفنا وعرضنا كأمة رسالة.. 
2
ولتعطي بدور التغريب والإستشراق فوق ما تصوره أعداء الأمة من ثمار :
 فالإستشراق حرف الحقائق ، والتغريب طمس القيم بثقافات الإنحلال والميوع لحد البهيمية التي لايرضاها مسلم لمسلم ..
 وأمتنا شاردة
فلا هي باليهودية ولا هي بالنصرانية ولا هي بالمسلمة الحقة علميا وعمليا..
3
فأين الهوية ؟ 
وأين العروبة المسلمة؟ 
وأين الحياة الإسلامية؟
بل وأين حتى مجرد الحلم بالأمة ؟
فقد ضعنا بين الأمم المتكالبة علينا كما أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :  يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها..أخرجه أبو داوود ، كما روي عن ثوبان وعن أبي هريرة....  

فلقد إنحطت هممنا ..وشتت جمعنا .. وعطل قرآننا..وفسق شبابنا ..وتبرجت نساؤنا ..ورذلت أخلاقنا ..وأضعنا صلواتنا ..ومنعنا زكواتنا..وأهين فقراؤنا ..وطغى أغنياؤنا ..وتميعت أفكارنا.. وانتفخـت بطوننا ..وهزلت قواتنا ..واختلفت قلوبنا..ووووو
فكيف لا يحيد حكامنا؟ 
وكيف لايفتك الشيطان وعبدته بنا؟ 
بل وكيف كل العالم لايهيننا ؟
4

وهذا منذ شرودنا عن هممنا ، ثم إحساننا فإيماننا ، و بعد تمكن العلمانوية كأداة هدم لمذهبيتنا ..
 ولتشوه الإسلاموية والتسلفية والتصوفية الوجه الحقيقي لديننا وحضارتنا..
بل ولنبتعد عن كل بديلنا بإستراتيجيات دولية خفية  وعلنية ، وبكل واقعية وللأسف :
 فإبتعدنا رويدا رويدا عن نهجنا القويم ، وبالسيف والقلم ..:
 ضاربين عرض وجوهنا العديد من آيات قرآننا ، والعديد من أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام. لحد إنكار الحاكمية الإسلامية كلها ..
وبكل جهالة بها ..
فلكل حكم نسبة جهالة تزيد وتنقص حسب ابتعاده على منهاج الله تعالى سبحانه علميا وعمليا .. 
ولا نجمع هنا بين الحكم الجاهلي والعلمانية بصفة مطلقة ، بل نعترف بكل إيجابياتها ، لكن بتطبيب علمي لكل سلبياتها ..
 فالمدارس العلمانية ليست كلها بواطل.. ولها ما لها كما أن عليها ما عليها ..
 5
ولهذا نعترف بأن تفتح المسلمين على علومها عمق الفهم حتى في نصوص القرآن الكريم ، وهذا لأن المسلم الحق لاينكر الحق مهما يكن منبعه.. 
 خذ الحكمة ولو من أفواه السفهاء ..
بل والحكمة ضالة المومن أينما وجدها فهو أحق بها:
فالتفتح إذن على ثقافة الآخر له حسناته ، لكن هذا التفتح يلزمنا الرشاد والحذر، عكس الذين لم يأخذوا من الغرب إلا ثقافة الميوعة والإنحلال والتنكر للقيم والمبادئ باسم الحريات المغلوطة ، والديمقراطيات المسمومة.. 
والتي أودت إلى كل أمراضنا الأخلاقية وعهاراتها الفكرية لحد وءد شريعتنا الغراء علمانويا وعلمويا .. 
الأوبئة التي لن يتم شفاؤِنا منها إلا بمداواة أنفسنا بقوله تعالى أولا :
 إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .:الرعد 11
6

فالرجوع إذن إلى أخلاق الإسلام يعد أكبر مفتاح لكل أزماتنا ..
لأن التغيير يبدأ بتغيير جوهر الإنسان :
والذي لن يتغير إلا بتربية القلب وتهذيب السلوك وتنمية الفكروتقوية الجسد وتزكية الروح وتطهير الفؤاد وتخليق كل البيئة ، وبمنهجية إسلامية عملية حقا علمية..
فالعلمية الحقة كلها إسلام..
وبناء الإنسان يعني بناء المجتمع كله ، ومهما إشتدت الأزمات .
مع الحذر من الوقوع في منحدرات التغيير الذي يجب أن يكون صوب الأحسن ..لا إلى الفتنة وهدم تماسك المسلمين كما هي كوارث خريفنا العربي ..
ولا كما يعتقد بعضنا ...:
 ممن سقطوا في جريمة الإنتصار للقناعات، وأصبحوا يدافعون على أنفسهم بالإسلام وعلى مصالح أحزابهم وربما مصالحهم بإسم المذهبية الإسلامية ، ليجرأوا وبكل جهالة على نكران كل تاريخنا وهدم كل حضارتنا كأمة ، وبالتالي هدم كل تماسكنا كمسلمين : 
ففرق كبير بين الدفاع على الإسلام بنا ..وبين الدفاع بالإسلام علينا...
7

ولهذا فإن النية في العمل الإسلامي جد صعبة ، وربما رتبت صاحبها في مزالق النفاق والرياء لاقدر الله ...
وهاته النية لن تكون خالصة من الشوائب إلا بتربية ربانية حقة.. وفقه سليم.. ووعي كبير بالواجب قبل النداء بالحقوق ..
الأمر الذي يستلزم:
 فقها كبيرا بالواقع..
 ورؤِيا حضارية واعية ..
وتربية فكرية وقلبية سميكة..
وخصوصا وأن الإسلام غير منحصر في دولة معينة حتى تصدر إيديولوجيتها ضد كل ما سواها، وتضاد كل ما سوى مذهبها ..
فما من قارة إلا وللمسلمين فيها أقلية في بلدانها ..
مما يلزمنا التسطير على خاصية العالمية وكذلك خاصية التميز في العمل الإسلامي ، واللتان تنفيان الفردية والعرقية والقبلية مهما قبلت الوطـنية والإستراتيجيات الخاصة حسب معطيات كل بلد.. 
ودون إقصاء لأي تيار ، ففهمهنا ليس بحقائق مطلقة..
ولكل مذهب تاريخه وجغرافيته ..
8

فأمتنا أمة رسولة يجب أن تبلغ كنز الإسلام الذي تمتلكه لكل العالمين، وبكل تماسك وبكل حكمة وبكل تدافع وكل رحمة...
والواجب واجبنا جميعا ، ومن الحكام حتى أي مسلم ..
 لكننا لازلنا لم نفلح حقا في تبليغ الخيرات الربانية لغير المسلمين، حتى قال ينتقدنا أحد الغربيين بعد أن أسلم :  لقد علمنا العرب كل العلوم وحتى التكنولوجيا في حين لم يفلح العرب في تعليمنا حتى دينهم .. 
وهذاعكس أمتنا الأولى التي استطاعت أن تهدي هاته البركات لحد الفتوحات ، ولحد قيام إمبراطورية إسلامية لا تغرب عن أطرافها الشمس ، وذلك لإيمانها بالرسالة التي تأبطـتها كخير أمة كما يملي قوله تعالى :
كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله  ..آل عمران 110
9
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضان على كل مسلم ، وآلة متحركة لنقدنا الذاتي علميا وعمليا، مما يجعل كل المسلمين مأمورين بمغالبة كل المناكر وبمؤازرة المعروف وكل أهله، ولكن بكل معروف ودون أي منكر أوعنف شيطاني ..
وإلا فلا خيرية للعالمين منا كأمة ..
 ولا يستطيع هذا إلا أهل الإيمان واليقين ..
فالإيمان الحق لايمكن أبدا أن يكون سلبيا أمام كل أنواع البواطل والشرور والمناكر ..
ولا ينحصر هذا التبليغ فينا كأفراد فقط ، بل يلزم هذا كل هيئاتنا الرسمية والمدنية وكذا كل حكوماتنا وبكل هيئاتها وقممها.. 
10
فكيف لاننهى عن المنكرفرديا ومحليا ووطـنيا وعالميا؟؟  
ونترك هذا للصحافة الخبرية  في الوقت الذي تتقمص فيه إسرائيل بأمريكا دور شرطي العالم .. 
وبافتراء كبير على أن لها العدالة المطلقة للهيمنة على جل المؤسسات الدولية والعالمية.. 
ولتفرض الديمقراطية بكل مساوئها ، وبكل دهاء ومكرعلى كل شعوبنا .. 
وهدفها الخفي : الإستعمار السياسي لكل العالم ، وللعالم المسلم خصوصا ..
وبمنطلقات صهيونية.. وإيعاز محكم من إسرائيل ... 
نحو إستعمار إسرائيلي مباشر .. 
ونحو دجالهم الأعور .. وللأسف:
11
وهاهي ذي اليوم وقد استعمرتنا لا مباشرة تهدد حكامنا جميعا وتكيل بمكيالين ، واصفة بالإرهاب كل من رأت فيهم  صلابة في أصوليتهم..
حتى أصبح العديد من المسلمين أنفسهم لايفرقون بين الإرهاب والأصولية ، في العصر الذي نرى فيه أن جهادنا المشروط بعدم المس بالأبرياء واجب ضد كل من يحتل أراضينا ويحارب ديننا ويدجن قضايانا لحد أن حق الفيتو لم يرفع غالبا إلا ضد الحقوق الإسلامية ...
وهذا أمر قرآني كما بقوله سبحانه : 
وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم :الأنفال 60
فسلاحنا اليوم وباعتراف العالم كله في قوله تعالى : 
لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله....:الحشر 13
فالتسلح إذن ترهيب واستعداد..
لكن ليس هو كل  الجهاد...
12
وليرهب اليوم الغرب  كل الأصوليين كخطوة كبرى نحو الدمار .. 
بل وليرهب كل حكامنا مهما سلسوا معه : 
لذا وجب وعي حكامنا :
بأن مبدئية الشعوب هي الحامية لهم مستقبلا لا عمالاتهم للقوى المهيمنة .. 
 لكن أيننا من هاته المبدئية  قمة وقاعدة ؟
 فهناك شعوب لا تعرف إلا المتعة والميوعة والمصالح الذاتية..
مما يجعلها عاجزة على إستقلالية قراراتها حاضرا ومستقبلا ، بل وتفضل المحتل على قادتها كما نرى حاليا.
13
فلا بد لقادتنا إذن من دراسة سميكة لعلاقتهم بشعوبهم قبل  الخارج .. 
فمعظم حكامنا تنافقهم الشعوب خوفا أو مصلحة : 
كما حال صدام الذي كان الشعب  يقبل يديه وبعدها يفرح مهللا بإعدامه..
فكل حكامنا اليوم أمام خطر مزدوج :
خطر الشعوب المأزمة والقابلة للثورة كلما سنحت لها الظروف.. 
 ثم خطر الأطماع الإمبريالية الخارجية.
وهذه جملة تنبأنا بها قبل الخريف العربي .. 
14
فالجهاد على المستوى الداخلي بالإصلاح بالمبادئ لا بالمصالح فقط ..
ثم التدافع العلمي الفقهي على مستوى المؤسسات الدولية .. 
ولو بلغة علمانية..
 يعدان من أعظم حسنات أولياء أمورنا ..
وإلا فلن يفلت معظم حكامنا من تمرد شعوبهم ومن عمالتهم للقوى العظمى عنوة ..
إذ نعيش حقبة الديماغوجيات والإيديولوجيات والسياسات الإستكبارية العالمية :
والتي تزرعها الصهيونية والماسونية البوهيمية الإبليسية في خفاء، ليدافع عليها الغرب بكل علانية وبكل دهاء ، وحتى وهم يرفعون شعار :
  حوار الأديان السماوية وسموم التصوفات الوضعية..
وبتخطيط سري كبير لنسف فقهيات إسلامنا بثقافاتهم المدسوسة ، بل وكل دياناتهم.
بل والإملاءات العالمية اليوم وللأسف صارت من التلمود مباشرة..

ثالثا: إشكالية توازناتنا:

1
إن تقمص دورنا العالمي العادل كأمة فضيلة وخير وحق يجب أن يكون من مسلمات جهادنا الحضاري،  ودون سعي للعلو على الآخرين.. 
 فرحمة الله لا تصل لمن يسعى للعلو والفساد في الأرض، ويخطط لاغتصاب ثروات الأمم الأخرى مهما كان دينها ..كما يفعلون ضدنا وللأسف..
فلتأبط مسؤولية العدالة الوطنية والعدالة الدولية في القرآن الكريم نصوص صريحة لنا كأفراد وكأمة .. 

وإلا ستبقى هاته النصوص معطلة ككل آيات الشريعة الأخرى وأحاديثها..
وليس هذا بالعسير على قدرات أمة تتوسط العالم حتى جغرافيا ..

هذه الوسطية التي تملي الرزانة وعدم الغلو والتطرف أو التهور .. 
كما تملى الإعتدال والإنضباط وكل مصطـلحات الحكمة.. 
بل وتأمر بكل التوازنات ، وفي كل المجالات ، وعلى كل الواجهات.. 
2
مما يوجب سلوك التوازن المادي الروحي الذي يتميز به الإسلام عن باقي الديانات .. 
ويا ليت أولياء أمورنا يفقهون هذا التوازن الذي والله لهو في صالحهم أولا ، وقبل شعوبهم .. 
ودنيا وبرزخا وآخرة.
التوازن الذي يعد من الكنوز الكبرى لإسلامنا الذي ندعوا الله ألا يحرم منه الإنسانية مستقبلا  ونحن نتأسف اليوم على الشره المادي الذي طال مجتمعاتنا لحد تكهن العديد منا لتعاليم السماء ..
ومنا من تبنى بكل تعقد شعار الشيوعية :  لاإله والحياة مادة  .. 
ومنا من إلهه مصلحته فقط ، حتى صار يومن جهارا بمبدإ الإمبريالية المتوحشة :  
البقاء للأصلح .والغاية تبرر الوسيلة.. 
ولهاته الشعارات ما لها من تدمير للعقيدة شيوعيا ، ومن شيطـنة للمعاملات ليبراليا ..
مما يلزمنا بتربية فكرية وأخلاقية عميقة ومتدافعة لإنقاد شبابنا من هذا الشره الذي أصبح يمليه الواقع، وإلا سيبقى  نداؤنا  لكل مذهبية الإسلام هراء ..........................
3
بل وماذا سيفيدنا تطـبيق حدود الشريعة على مجتمعات كلها فساد ونفاق ؟ 
فتحقيق ظروف الشورى الإسلامية تلزم بالعمل على تحقيق ظروف الشريعة أولا: 
والتي تبدأ بإعطاء الحقوق قبل المناداة بالواجبات حكما ، كما تلزم بالقيام بالواجبات قبل المناداة بالحقوق قاعدة ...
بل وتلزمنا بتخليق الساسة أولا قبل تخليقهم للشعوب..
4

فأخلاقنا الإسلامية قادرة لوحدها على إسعاد المجتمعات ولو في أحلك الأزمات .. وروحانية الأمة كنز لم يوظف اليوم على الأقل كتوظيف اليهود للأرواح الخبيثة ، لحد ربط طقوس سحرهم بالكواكب والنجوم ، واستخدامهم للشياطين في كل فكرهم الكهنوتي ... بل ولا يبرم كهتنهم أمرا إلا بعد مشاوراتهم الشركية وإبليس..
فالعقل الأكبر لكل المخططات الصهيوماسونية إذن ومباشرة هو الشيطان الأكبر : إبليس لعنات الله التامات عليه..
بينما الإسلام فدين كل التوازنات ، وحكمه دوما حكم كل الموازنات : 

ومتى تخلى الحاكم عن التوازنات المعنوية وعن الموازنات المادية لشعبه تخلى عن أهم ركن من أركان إستقراره .. 
كما أن تخلي أي مسلم عن هاته التوازنات يعد ضعفا في همته ، وفي كل إيمانه.
5

فالإسلام دين التوازن والوسطية والإعتدال:
فلا سعادة لنا في سيطرة الماديات ، ولا في سيطرة الروحانيات ..
 بل في توازنهما معا ..
وبتماسك حكيم ..
وتلك من أوصاف جنة الدنيا قبل كل نعيم الآخرة غفرانك اللهم ..
فأخي المومن
إن غلبت في أن تساهم في إصلاح مجتمعك ،
فلا تغلبن في السعي لتوازناتك وموازناتك الشخصية
فبهذا وبهذا وحده : يكون عليك كل المعول. 

رابعا: إشكالية إقتصادنا:

1
إن إشكالية إقتصادنا تحتاج لمؤلفات إن لم نقل مجلدات تحليلية وأكاديمية..
فمن الغبن أن تعيش أمة لها كل ثرائنا المادي أزمات مادية  خانقة ومستمرة.. 
ولفقرائها خصوصا... 
ثم على كل الواجهات..
وفي سنين لا نعاني فيها  لا  جفافا طبيعيا.. 
ولا نذرة في المواد الأولية..
 ولا نذرة في خيرات أراضينا.. 
ولا نقصانا من أهم طاقة: طاقاتنا البشرية .
2

فنحن أمة نملك أكبر طاقات القرن العشرين ..لكنها فرصة تضيعها  اليوم العديد من دويلاتنا المهددة بالنزول مستقبلا إلى أسفل الدركات ، بعد أن كانت من أغنى دول العالم ..
كما أن اللعبة الإمبريالية في بخس موادنا وغلاء مواد الغير لازالت محبوكة..
 ودويلاتنا غريقة في بحر النظريات المستغلة لعالمنا ولكل العالم، لصالح حفنة من الإمبرياليين الذين لا يملكون ولا يتحكمون في المادة والثروة فقط ..
بل ويحتكرون التنظير للإقتصاد السياسي العالمي ليوجهوه أنى شاؤوا وكيفما شاؤوا وبكل مكر وسرقة وعنف ..
وبإستحواد تام على صك العملات الدولية دون حقوقها..
ليحافطوا بكل هذا الزورعلى علوهم في الأرض بكل فساد..
3
وبإسم العولمة صارت حفنة من هؤلاء البورجوازيين تتحكم في إقتصاد معظم دويلاتنا: بل وفي إستطاعتهم على الدوام إنعاشنا أو إفلاسنا متى وكيفما شاءوا...
وخصوصا بعد طعم القروض الدولية التي لا زالت تستحليه كل دويلاتنا ..
وهاته السيطرة وللأسف أيضا علموية وميدانية ..:
فمادة الإقتصاد السياسي التي يصوغها العقل الصهيوني كيفما شاء هي أعتى على فقرائنا  وعلى كل العالم من  القنابل الذرية..
بل وهي  صهيونية وإبليسية.. وليست من العلوم الحقة ...........................
4
وليبقى السؤالان الأولان :
ماذا عن إقتصادنا الإسلامي كبديل علمي وعالمي ؟......
وماذا عنه كحل تدريجي لأزماتنا العميقة والمعمقة ؟؟ :
فلا قفزة نوعية لنا إلا بوضع بديل تنظيري إسلامي شامل، وصالح للتنزيل تدريجيا على المدى الأبعد، أمام أزماتنا المستقبلية المحبوكة..
 أما على المدى القريب والمتوسط فيستحيل الإفلات من قبضة المؤسسات الربوية العالمية والمبرمجة عمدا لكل هاته الأزمات.....
فبديل الإقتصاد الإسلامي بديل علمي وعملي ..

وأهم ما يتميز به أنه اجتماعي وإنساني في كلياته ...
فلماذا لا نتخد المدخل الإنساني والإجتماعي للإسلام برنامجا أوليا لتنزيل كل الإقتصاد الإسلامي تدريجيا ؟ ..

5
فإقتصادنا الإسلامي إقتصاد إنساني وإجتماعي بامتياز: 
إذ يسعى للقضاء على الفقر أولا..وليس لتراكم الثروات فقط..
بينما الإقتصاد الليبرالي فإقتصاد مادي متوحش.. 
ويسعى لتنظيم الفوضى لحد حديثنا اليوم عن غابوية كل النظام الليبرالي :
بل وأية ليبرالية للإنسان بنظام يجعله عبدا للمادة التي هي من صنعه ؟ 
6
ليبقى الإقتصاد الإسلامي الإقتصاد الوحيد الذي يركز أولا على سحق الفقر ولو عبر التكافل الإجتماعي..
 وبسرعة صاروخية ..
وتلك قناعتنا وذاك مبتغانا...:
فبيت مال المسلمين والزكوات والصدقات كحل أول حق من حقوق كل الفقراء :
وإلا فلا فكاك لنا من أزمات الفقر ومن الثورات المبرمجة في كل بلداننا..
7
والعديد من الكليات العلمية الإقتصادية واعية بكل هذا البديل الإسلامي..
ويدرس اليوم الإقتصاد الإسلامي في العديد من الدول الغربية..
 بل وأنزل الغرب العديد من بنوكنا الإسلامية في بلدانه ... 
رغم أن أباطرة المال يحاولون ولليوم التلاعب بهاته البنوك ، لتفريغها من كل مصداقياتها ..
ولهذا لا بد لنا من إقتصاد عادل ومقاوم :
8
وهاته أهم مواقع الإقتصاد الإسلامي البديل:
1 الموقع العالمي للاقتصاد الإسلامي - دولة الكويت www.isegs.com
2 مركز أبحاث الإقتصاد الإسلامي بجدة /
http://islamiccenter.kaau.edu.sa/arabic/Index.htm
3 مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية السعودية
www.kfcris.com
4 دار البحوث للدراسات الإسلامية الإمارات
www.bhothdxb.org.ae
5 مركز الإقتصاد الإسلامي – باكستان
www.cie.com.pk
6 المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية البحرين
http://www.cibafi.org/
7 المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب – البنك الإسلامي للتنمية السعودية
www.irti.org
8 إسلامي إف إن الجزائر
www.islamifn.com
9 المؤسسة الإسلامية - ليستر بريطانيا
www.islamic-foundation.org.uk
10 مركز فيلكا لبحوث التمويل الإسلامي الكويت
www.failaka.com
11 هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية البحرين
www.aaoifi.com
12 مركز الأبحاث الإحصائية والإقتصادية للدول الإسلامية تركيا
www.sesrtcic.org
13 شبكة المال والأعمال الإسلامية ماليزيا
www.islamic-finance.net
14 معهد ماليزيا للتمويل الإسلامي والبنوك الإسلامية - ماليزيا
www.ibfim.com
15 مجلس الخدمات المالية الإسلامية ماليزيا /
http://www.ifsb.org/
16 التمويل الإسلامي الدولي /
http://www.iirme.com/iiff
17 المجلس العام للبنوك الإسلامية والتمويل /

18 المعهد العالمي للفكر الإسلامي أمريكا
www.iiit.org
19 هذا ربا - باكستان
www.HazaRiba.com
20 لا ربا - باكستان
www.lariba.com
21 مجمع الفقه الإسلامي السعودية -
http://www.fiqhacademy.org.sa/
22 مركز الإدارة الإسلامية ماليزيا
www.islamist.org
23 التمويل الإسلامي - ألمانيا
www.islamicfinance.de
24 الإستثمار والإسلام - أوروبا
www.islamic.org.uk
25 العملات الذهبية الإسلامية - سوريا
www.islamiccoins.net
26 التمويل الإسلامي - باكستان
www.islamic-finance.com
27 مهنة التمويل – التمويل الإسلامي
www.financeprofessor.com
28- الهيئة العالمية للاقتصاد والتمويل التابعة لرابطة العالم الإسلامي
http://www.iifef.org/
29 - الجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي
http://www.iaie.net/
30 - ربح مرصد التمويل الحلال
http://alzakat.wordpress.com/
31 - مؤسسة إلتزام للمعايير الأخلاقية
http://iltezam.org/faqs/faqstable.php?lang=ar
32 -مركز أبحاث فقه المعاملات سوريا =
www.kantakji.com
33 - قاعدة بيانات عربية وإنجليزية حول التمويل الإسلامي من قناة العربية الإخبارية
www.Myislamicfinance.com

34 - موسوعة الاقتصاد والتمويل الإسلامي http://iefpedia.com/

خامسا: إشكالية وحدتنا:

1
الوحدة..الشريعة..العدالة..الحق ..الخير..الشورى ..
وبعدها كل التوازنات الإسلامية ..:
 لهاته الغايات أو لبعضها قامت العديد من الجماعات والحركات الإسلامية مبدئيا.. لكننا لازلنا نعاني من عراقيل فهمها وعوائق تفهيمها ومن قصور سياساتها وإرتجالات سياسييها. 
ولحد التصادم بينها رغم أن اختلافها إختلاف تنوع لا إختلاف تضاد، واختلاف تكامل لا خلاف إقصاء :
الأمر الذي يجعلنا ننادي اليوم بالسعي لإيجاد إطار كبير للوحدة والتآزر والحوار وقبول الآخر ، مهما كثر الإختلاف.. 

وإلا ستبقى العديد من جماعاتنا مذنبة  بقوله تعالى :  كل حزب بما لديهم فرحون :الرم 32 
ومعطلة لقوله تعالى :  واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...آل عمران 103.
وقوله سبحانه: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .الشورى 13.
2

فالعمل باسم الإسلام يجب أن يتحدى الغوغائية والتموقف بين المسلمين ليتوحد فقهيا وفكريا وعمليا ورسميا لعل فكره وكل فلسفاته تبرزمتماسكة لا متضاربة :
يفسق بها المتفيقه العالم..
 ويعتقل باسمها الأمير الفقيه..
 ويكفر فيها الفقيه المفكر ..
ويغبن فيها الفيلسوف العابد ..
ويهين فيها الأمي المثقف....
حتى أصبحت دعوة بعض جماعاتنا دعوة لكل بؤر الجهالة والتخلف والرجعية وتبديع كل مظاهرنا الحضارية.. 
بل وتهميش تراثنا بشتى مشاربه وأشكاله وآدابه ..
وكأن إسلامنا مجرد شكليات، لا  جواهر لها ...
أو كأن الإختلاف لا فقه ولا ضوابط له..ولا إطار يوحده بكل علمية.. 
 وبين كل المسلمين لا الإسلاميين فقط.؟؟؟ ..
3

وهذا الشتات الحركي من أكبر ذنوبنا: 
هاته الذنوب التي أدت لحد التناحر بين جل حركاتنا ..
مما جعل الآخر يأخذ صورته المغلوطة عنا كمسلمين ..
وتماما كما يرسمها أعداؤنا.
وذلك لنذرة النمودج الحق لنا ونحن نستاء من الرجعية مرة.. ومن الميوع أخرى.. ومن البلادة مرة ..ومن الزيغ أخرى ..ومن التنطع مرة ..ومن اللامبالاة أخرى ..
ومن التسلفية ولا أقول السلفية الحقة ..
ومن الإسلاموية كلها ..
وحتى من التصوفيات ولا أقول التصوف السني الحق .. 
4
حتى أصبح العديد من المسلمين يعادون ـ وبمعنى الكلمة ـ كل الإسلاميين.. 
ودون تمييز.. 
وجعل السواد الأعظم من المسلمين لايفهمنا كإسلاميين، ولا يثق أيضا في قدراتنا كمصلحين ..
فنحن نفتقد نمودج المسلم الحر السليم من كل العقد النفسية والفكرية والقلبية.. 

والمومن الأصيل والمعاصرالذي دونه لن يكون هناك معنى للمسلم الحضاري كبديل :
5

فالإسلام دين العلم والتعلم : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون . الزمر 9
ودين الوحدة والتآخي :  واذكرو ا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا . آل عمران 103
ودين الحلم والتسامح :والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس . آل عمران 134
ودين الحكمة :  ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا . البقرة 269

ودين القوة :  وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة . الأنفال 60
ودين  كل الصفات الكريمة.. 

ودين كل التوازنات والموازنات الحكيمة التي ترفع الدكر حتى كمال رجولته ، وتسمو بالأنثى لأعلى مراقي مروءتها..
لتجعل من المحسن فينا إنسانا كاملا بولاية الله تعالى له ، وبولايته لله.
ولتسمو بكل المجتمعات كما رفعتنا من جاهليتنا الرعناء حتى سماوات كل الرقي وكل التحضر الإسلامي..
عكس واقعنا تماما.. :
6
فكيف ندعي الإسلام الحضاري وهذا حالنا ؟ 
وكيف ندعي الحضارة ومجتمعاتنا  تعاني من ملايين الأميين الذين لم يطبقوا بعد أول آيات قرآننا: اقرأباسم ربك الذي خلق  إقرآ 1؟
وكيف والمتعلمون منا يتعلمون للوظائف لا عبادة ..؟
وكيف وبعضنا يشرق وبعضنا يغرب ؟:
وكيف ومعظمنا في شرود حضاري مبين...............................؟؟؟
إنها والله لفتنة جعلت فينا الحكيم  حيرانا كما أخبر عن ذلك رسولنا الأكرم صلوات الله عليه.
7
وفي فقرة: 

لنا مسار واحد للوحدة :
قضاء علمانيينا على علمويتهم : بالإيمان بالقرآن كله وبالسنة كلها بكل علمية وتدرج عملي :
وقضاء الإسلاميين على تسلفهم الزائد وعلى رجعية بعضهم وكل إسلاموياتهم..
لأن وحدتنا في ثلاث كلمات : العلمية العملية، والمبدئية.
أما حاليا فأزماتنا تخنق كل الأرواح والعقول والقلوب والنفوس الزكية بعفوناتها.. 

ولكننا وبالرغم  من كل هذا التدني المتلف:
مومنون بأن الإسلام بشرى المستقبل :
وكسلام متدافع أولا ..
ثم كجهاد مهدوي أكيد...